::::شاهد عيان::::
صفحة 1 من اصل 1
::::شاهد عيان::::
المكان : مسجد في ضاحية صباح السالم في الكويت
الزمان : عام 1987 م قبل حوالي 13 عاما ، بين المغرب والعشاء
أخذت والدي معي كعادتنا الأسبوعية لنحضر المحاضرة الأسبوعية لفضيلة الشيخ
يوسف السند حفظه الله ، وأثناء الدرس والذي كان عنوانه الدعاء المستجاب
تحدث الشيخ عن رجل ٍ يعرفه في منطقة الصباحية أخبره أنه وأثناء غسل الكعبة
ناداه أحد رجال الشرطة الذين كانوا يحرسون المكان وقال له أني أعرفك جيدا
والتقيت بك من قبل لكن لا أذكر أين فمن أنت قال قلت أنا فلان بن فلان لكني لم أرك من قبل قال أنا متأكد وناداه الشرطي وسمح له بالدخول قال فدخلت الكعبة وصليت بداخلها .
هذا وأنا أستمع للمحاضرة فذهبت بعيدا في خيالي إلى هناك حيث الكعبة المشرفة
ولما كان موضوع المحاضرة عن الدعاء المستجاب : توجهت إلى الله تعالى بصدق
اللجوء وصفاء الطلب ودعوته من أعماق قلبي واستغفرت وتبت وأنبت وسألته صادقا أن يرزقني صلاة في جوف الكعبة وأن يكون لي شرف دخولها وشعرت أن ذلك سيزيد من إيماني بالله مع أن هذا ليس مطلبا أو مقصدا أن يدخل المسلم في الكعبة فلم أسمع حثا أو دعوة نبوية لدخول الكعبة مثلا لكن غاية ما في الأمر أنه أمرٌ مباح لكن بلا شكأنه يزيد الإيمان وإنها للحظات رهيبة لا يسعف القلم ولا اللسان ولا الإنشاء للتعبير عنها .
دعوت الله أن ييسر لي دخول الكعبة والصلاة فيها ومن برنامجنا السنوي عمرتين سنويا مع صحب الدعوة خلا ما مع الأهل أو الخطفات القصيرة عدا آخر كم سنة وأسأل الله أن ييسر ويعين .
ولما كان موضوع المحاضرة عن الدعاء المستجاب : توجهت إلى الله تعالى بصدق
اللجوء وصفاء الطلب ودعوته من أعماق قلبي واستغفرت وتبت وأنبت وسألته صادقا أن يرزقني صلاة في جوف الكعبة وأن يكون لي شرف دخولها وشعرت أن ذلك سيزيد من إيماني بالله مع أن هذا ليس مطلبا أو مقصدا أن يدخل المسلم في الكعبة فلم أسمع حثا أو دعوة نبوية لدخول الكعبة مثلا لكن غاية ما في الأمر أنه أمرٌ مباح لكن بلا شكأنه يزيد الإيمان وإنها للحظات رهيبة لا يسعف القلم ولا اللسان ولا الإنشاء للتعبير عنها .
دعوت الله أن ييسر لي دخول الكعبة والصلاة فيها ومن برنامجنا السنوي عمرتين سنويا مع صحب الدعوة خلا ما مع الأهل أو الخطفات القصيرة عدا آخر كم سنة وأسأل الله أن ييسر ويعين .
وكنت قد أخبرت بعض الإخوة عن دعائي هذا ورغبتي هذه فلقيت من بعضهم الضحك وبعضهم قال ادع الله أن يدخلك الجنة قلت فعلت وبعضهم قال أنا أضمن لك أن تصلي داخل الكعبة صل يا أخي داخل حجر إسماعيل فهو من ضمن حدود الكعبة فإن صليت فيه فكأنما صليت في الكعبة قلت نعم أدري وقد فعلت .
ومرت الأيام تلوالأيام تمضي وذات يوم : وبعد دعائي ذاك بعامين في عام 1989 م قبل 11 عاما وفي شهر فبراير2 كنت مع أخي أبو عمر الخليفي في الدور الثاني بالحرم معتكفين حتى الشروق
وبعد الشروق طلب أبو عمر أن نعود للسكن فقلت له لنمكث في الحرم
ما رأيك؟ فوافق فجلسنا حتى وصلت إلى أننا بقينا بعد الشروق في المسجد الحرام وعندما بلغت الساعة السابعة والنصف تقريبا نظرت وإذا بالشرطة تحاصر الكعبة وتعمل حولها طوقا والناس يطوفون خارج ذلك الطوق قلت لأبي عمر تعال بسرعة نقترب من الكعبة ننظر ماذا سيحدث ولم يدر بخلدي أبدا أنه سيتسنّى لي دخول هذا المكان الطاهر الكعبة المشرّفة زادها الله شرفا ولم أذكر ساعتها دعائي الذي يمتد عمره لسنتين لكن الذي حدث أنني اتجهت إلى الدور الأرضي وإذا بمجموعة من العلماء من عدة بلدان يسيرون باتجاه الكعبة المشرفة عرفت فيما بعد أنهم وفد علماء الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية فانضممت إلى ركبهم وبالتحديد إلى جانب سماحة مفتي لبنان السابق الذي اغتيل غدرا الشيخ حسن خالد رحمه الله حيث أخذتُ أسألهُ أسئلة فقهية وهو يجيب ونحن نسير باتجاه الكعبة وقد كنت ساعتئذٍ أمسك بكفي اليمنى كف أخي أبا عمر حفظه الله وعندما اقتربنا من الطوق البشري الذي عقدته الشرطة حول الكعبة أمسك الشيخ حسن رحمه الله بيدي وشد عليها كأنه لا يريدني أن أتركه وعندما وصلنا عند الشرطة فتحوا الطوق ودخل وفد العلماء وهنا بدأت الشرطة تغلق طوقها ثانية ً وكان أن فرّق الشرطي بين يدي ويد أخي أبا عمر وأنا أتجه مع الشيخ إلى الداخل .
وأصبحنا داخل الطوق وكلمني أبو عمر قائلا أنه سيحاول الدخول من خلال ابن عم أبيه فضيلة الشيخ الخليفي إمام الحرم رحمه الله الذي كان متواجدا وقتها هناك .
وكان الدرَجُ الأبيض قد وُضِع أمام باب الكعبة ثم صعدنا الدرج وشرع الجمع في
الدخول وعندما وقفت أمام الباب أصابتني رعشة وقشعريرة ودخلنا الكعبة المكان مليء بالرهبة والخشوع والدموع تقاطر في المحاجر والهيبة تغشىالجموع والسكينة تملأ المكان وأصبحنا في الداخل في رحاب قعر الكعبة نحوا من ثلاثين إلى أربعين شخصا أو أكثر وفور دخولنا اتجهت مع الشيخ حسن نحو الركن اليماني وهناك قام أحد الأشخاص بسؤال سماحة المفتي بصوت متهدّج يتخلله النشيج الهاديء أين أتجه في صلاتي ؟ أنّا شئت أجابه المفتي رحمه الله .
وصليت باتجاه الركن اليماني ركعتين ثم الحجر الأسود ركعتين ثم الركن العراقي
كذلك ركعتين وأخيرا تجاه الركن الشامي ركعتين أيضا ثم صليت باتجاه الحوائط
في أربع اتجاهات ركعتين في كل اتجاه ثم شرعت في الدعاء لنفسي ووالدي وكل
من ذكرته من معارفي من ركب الصحب في الدعوة والأهل ثم أخذت جولة تجاه
الأركان لكن بصعوبة بسبب الزحمة وكنت ساعتها أنظر إلى الرؤوس بحثا عن
صديقي المقرب وأخي المحبب أبي عمر ولأنه كان طويلا عرفت أنه لم يدخل
لأنه لو دخل لرأيته بين الناس لطوله المتميز وبينما أنا أنظر إذا بي أرى المشهد
التالي :
العم أبو بدر رئيس جمعية الإصلاح الإجتماعي في الكويت ورئيس مجلة المجتمع
وهو يعانق أحد العلماء من الجزائر أو المغرب عرفت ذلك من لهجته وعرفت
فيما بعد أن اسمه عبدالسلام هراس كان يعانقه ويقول الشيخ هراس أسأل الله كما جمعنا في هذا المكان أن يجمعنا في فردوسه الأعلى وهنا لم يتمالك الشيخ المطوّع نفسه فخنقته العبرة وبكى مؤمّـنا .
رأيت الكعبة من الداخل وبدت لي كما لو أنها أكبر بكثير من لو رأيتها من الخارج أرضيتها من رخام أبيض وحائطها من رخام أبيض يرتفع إلى نحو مترين
وما زاد في الإرتفاع عن مترين كان طابوقا أسودا كبيرا مثل الذي يظهر في الخارج عند رفع ستار الكعبة لكن يتخلل رخام الحائط قطع قديمة وجديدة من الرخام كتبت فيها سور من القرآن الكريم وعلى يمين الركن اليماني أمام من يدخل الكعبة من الباب ويتجه نحو الركن اليماني توجد قطعة رخام كتبت عليها سورة الإخلاص بالخط القديم دون نقط وأظن أنها كتبت في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا أذكر من أين استقيت هذه المعلومة هل كانت مكتوبة على الرخام أم ماذا؟ لا أذكر تماما .
وكان هناك قطع رخام غير هذه وربما كانت إحداها مكتوب عليها آية الكرسي وجاء رجل بيده الطيب وكان يضمخ الحوائط ويطيّب الناس رأيته يضمّخ الحائط الذي بين الركن اليماني والحجرالأسود يضع بيديه ويمسح الحائط فيسيل الطيب .
لا توجد إنارة داخل الكعبة وإنما النور يأتي من الباب .
كان هناك عمودان كبيران في وسط الكعبة إذا دخلت من الباب خطوة ثم استدرت إلى اليمين ومشيت خطوتين أو ثلاثة إلى الأمام يصبح العمود الأول على يسارك ثم إذا مشيت ما بين خمس أو سبع خطوات تقريبا يكون على يسارك العمود الثاني وبين العمودين خزانة خشبية جديدة بلون الساج بارتفاع نصف متر تقريبا توضع فيها المصاحف أي أنك لا تستطيع المرور بين العمودين وبين العمودين على ارتفاع أربعة أمتار تقريبا يمتد عمود مجوف يتدلى منه فانوسان لايعملان أي لا ينيران من الطراز القديم وأظنه العثماني والله أعلم .
كان الشرطي الذي عند الباب ينادي بكل هدوء وكل أدب وبأرق عبارة وألطف إشارة ظل ينادي ويلح بلطف وسماحة أن افسحوا المجال لإخوان لكم يرغبون بالدخول حتى أشفقتُ عليه حيث كان كل من بالداخل لا يتمنى أن يكون هو أول الخارجين ثم بعد إلحاح ٍ خرجت مع بعض من خرج حينها وعندما خرجت وأنا على الدرج رأيت أبا عمر وبجانبه محمد ابن الشيخ طايس الجُميلي حفظهم الله وكانا يشيران إلي نزلتُ وقبّلت الحجر الأسود حتى ارتويت وحدي لا يزاحمني أحد ولا يدفعني أحدٌ ورائي ولا يقلقني شرطي يقف عند الحجر كالعادة وحدي بكل راحة وأمان واطمئنان ثم خطر ببالي أن أصلي في مكان ربما لن يتسنى لي أن أصلي فيه مرة أخرى وتساءلت في خاطري حول تفسير الآية " يومئذٍ تحدّث أخبارها " وأن معناها أن الأرض تشهد بما كان يحدث فوقها ومن هنا رأى بعض الفقهاء أن يصلي الرجل في أكثر من بقعة ومكان حتى في المسجد الواحد بل بعد الفرض تجد البعض يغير مكانه ليصلي السنة حتى تشهد له بقع الأرض وقلت أمام الحجر الأسود مباشرة ربما لن يتسنى لي الصلاة فصليت ركعتين ثم ركعتين أخر وهنا ناداني الجُميلي من خلف الطوق وطلب مني المبادلة بحيث أخرج أنا على أن يدخل هو قلت لربما لايرضى الشرطي فسأله فلم يرض ووذهبنا لشرطي آخر وحاولنا لكن دون جدوى وهنا خرجت وظللنا نرقب حيث خرجت الجموع من العلماء ومن معهم ثم دخلت مجموعة من النساء .
وبعد الشروق طلب أبو عمر أن نعود للسكن فقلت له لنمكث في الحرم
ما رأيك؟ فوافق فجلسنا حتى وصلت إلى أننا بقينا بعد الشروق في المسجد الحرام وعندما بلغت الساعة السابعة والنصف تقريبا نظرت وإذا بالشرطة تحاصر الكعبة وتعمل حولها طوقا والناس يطوفون خارج ذلك الطوق قلت لأبي عمر تعال بسرعة نقترب من الكعبة ننظر ماذا سيحدث ولم يدر بخلدي أبدا أنه سيتسنّى لي دخول هذا المكان الطاهر الكعبة المشرّفة زادها الله شرفا ولم أذكر ساعتها دعائي الذي يمتد عمره لسنتين لكن الذي حدث أنني اتجهت إلى الدور الأرضي وإذا بمجموعة من العلماء من عدة بلدان يسيرون باتجاه الكعبة المشرفة عرفت فيما بعد أنهم وفد علماء الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية فانضممت إلى ركبهم وبالتحديد إلى جانب سماحة مفتي لبنان السابق الذي اغتيل غدرا الشيخ حسن خالد رحمه الله حيث أخذتُ أسألهُ أسئلة فقهية وهو يجيب ونحن نسير باتجاه الكعبة وقد كنت ساعتئذٍ أمسك بكفي اليمنى كف أخي أبا عمر حفظه الله وعندما اقتربنا من الطوق البشري الذي عقدته الشرطة حول الكعبة أمسك الشيخ حسن رحمه الله بيدي وشد عليها كأنه لا يريدني أن أتركه وعندما وصلنا عند الشرطة فتحوا الطوق ودخل وفد العلماء وهنا بدأت الشرطة تغلق طوقها ثانية ً وكان أن فرّق الشرطي بين يدي ويد أخي أبا عمر وأنا أتجه مع الشيخ إلى الداخل .
وأصبحنا داخل الطوق وكلمني أبو عمر قائلا أنه سيحاول الدخول من خلال ابن عم أبيه فضيلة الشيخ الخليفي إمام الحرم رحمه الله الذي كان متواجدا وقتها هناك .
وكان الدرَجُ الأبيض قد وُضِع أمام باب الكعبة ثم صعدنا الدرج وشرع الجمع في
الدخول وعندما وقفت أمام الباب أصابتني رعشة وقشعريرة ودخلنا الكعبة المكان مليء بالرهبة والخشوع والدموع تقاطر في المحاجر والهيبة تغشىالجموع والسكينة تملأ المكان وأصبحنا في الداخل في رحاب قعر الكعبة نحوا من ثلاثين إلى أربعين شخصا أو أكثر وفور دخولنا اتجهت مع الشيخ حسن نحو الركن اليماني وهناك قام أحد الأشخاص بسؤال سماحة المفتي بصوت متهدّج يتخلله النشيج الهاديء أين أتجه في صلاتي ؟ أنّا شئت أجابه المفتي رحمه الله .
وصليت باتجاه الركن اليماني ركعتين ثم الحجر الأسود ركعتين ثم الركن العراقي
كذلك ركعتين وأخيرا تجاه الركن الشامي ركعتين أيضا ثم صليت باتجاه الحوائط
في أربع اتجاهات ركعتين في كل اتجاه ثم شرعت في الدعاء لنفسي ووالدي وكل
من ذكرته من معارفي من ركب الصحب في الدعوة والأهل ثم أخذت جولة تجاه
الأركان لكن بصعوبة بسبب الزحمة وكنت ساعتها أنظر إلى الرؤوس بحثا عن
صديقي المقرب وأخي المحبب أبي عمر ولأنه كان طويلا عرفت أنه لم يدخل
لأنه لو دخل لرأيته بين الناس لطوله المتميز وبينما أنا أنظر إذا بي أرى المشهد
التالي :
العم أبو بدر رئيس جمعية الإصلاح الإجتماعي في الكويت ورئيس مجلة المجتمع
وهو يعانق أحد العلماء من الجزائر أو المغرب عرفت ذلك من لهجته وعرفت
فيما بعد أن اسمه عبدالسلام هراس كان يعانقه ويقول الشيخ هراس أسأل الله كما جمعنا في هذا المكان أن يجمعنا في فردوسه الأعلى وهنا لم يتمالك الشيخ المطوّع نفسه فخنقته العبرة وبكى مؤمّـنا .
رأيت الكعبة من الداخل وبدت لي كما لو أنها أكبر بكثير من لو رأيتها من الخارج أرضيتها من رخام أبيض وحائطها من رخام أبيض يرتفع إلى نحو مترين
وما زاد في الإرتفاع عن مترين كان طابوقا أسودا كبيرا مثل الذي يظهر في الخارج عند رفع ستار الكعبة لكن يتخلل رخام الحائط قطع قديمة وجديدة من الرخام كتبت فيها سور من القرآن الكريم وعلى يمين الركن اليماني أمام من يدخل الكعبة من الباب ويتجه نحو الركن اليماني توجد قطعة رخام كتبت عليها سورة الإخلاص بالخط القديم دون نقط وأظن أنها كتبت في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا أذكر من أين استقيت هذه المعلومة هل كانت مكتوبة على الرخام أم ماذا؟ لا أذكر تماما .
وكان هناك قطع رخام غير هذه وربما كانت إحداها مكتوب عليها آية الكرسي وجاء رجل بيده الطيب وكان يضمخ الحوائط ويطيّب الناس رأيته يضمّخ الحائط الذي بين الركن اليماني والحجرالأسود يضع بيديه ويمسح الحائط فيسيل الطيب .
لا توجد إنارة داخل الكعبة وإنما النور يأتي من الباب .
كان هناك عمودان كبيران في وسط الكعبة إذا دخلت من الباب خطوة ثم استدرت إلى اليمين ومشيت خطوتين أو ثلاثة إلى الأمام يصبح العمود الأول على يسارك ثم إذا مشيت ما بين خمس أو سبع خطوات تقريبا يكون على يسارك العمود الثاني وبين العمودين خزانة خشبية جديدة بلون الساج بارتفاع نصف متر تقريبا توضع فيها المصاحف أي أنك لا تستطيع المرور بين العمودين وبين العمودين على ارتفاع أربعة أمتار تقريبا يمتد عمود مجوف يتدلى منه فانوسان لايعملان أي لا ينيران من الطراز القديم وأظنه العثماني والله أعلم .
كان الشرطي الذي عند الباب ينادي بكل هدوء وكل أدب وبأرق عبارة وألطف إشارة ظل ينادي ويلح بلطف وسماحة أن افسحوا المجال لإخوان لكم يرغبون بالدخول حتى أشفقتُ عليه حيث كان كل من بالداخل لا يتمنى أن يكون هو أول الخارجين ثم بعد إلحاح ٍ خرجت مع بعض من خرج حينها وعندما خرجت وأنا على الدرج رأيت أبا عمر وبجانبه محمد ابن الشيخ طايس الجُميلي حفظهم الله وكانا يشيران إلي نزلتُ وقبّلت الحجر الأسود حتى ارتويت وحدي لا يزاحمني أحد ولا يدفعني أحدٌ ورائي ولا يقلقني شرطي يقف عند الحجر كالعادة وحدي بكل راحة وأمان واطمئنان ثم خطر ببالي أن أصلي في مكان ربما لن يتسنى لي أن أصلي فيه مرة أخرى وتساءلت في خاطري حول تفسير الآية " يومئذٍ تحدّث أخبارها " وأن معناها أن الأرض تشهد بما كان يحدث فوقها ومن هنا رأى بعض الفقهاء أن يصلي الرجل في أكثر من بقعة ومكان حتى في المسجد الواحد بل بعد الفرض تجد البعض يغير مكانه ليصلي السنة حتى تشهد له بقع الأرض وقلت أمام الحجر الأسود مباشرة ربما لن يتسنى لي الصلاة فصليت ركعتين ثم ركعتين أخر وهنا ناداني الجُميلي من خلف الطوق وطلب مني المبادلة بحيث أخرج أنا على أن يدخل هو قلت لربما لايرضى الشرطي فسأله فلم يرض ووذهبنا لشرطي آخر وحاولنا لكن دون جدوى وهنا خرجت وظللنا نرقب حيث خرجت الجموع من العلماء ومن معهم ثم دخلت مجموعة من النساء .
خرجت من الحرم وأنا أشعر أنني أسعد إنسان في الوجود وأبو عمر يسألني وأنا أجيبه بالقطّارة فشعر أنّي لا أرغب بالحديث وقتها فظللنا صامتين حتى وصلنا السكن .
هذا وما أسطره هنا يُعتبر أول عملية توثيق لهذه التجربة المهيبة الرائعة وذلك بعد
مرور مايقرب من اثني عشر عاما فلعل سهوا ً أن يكون وقع أو تفصيلا ً قد أُجمِل
واللهَ أسأل كما أدخلني بيته الكريم وكعبته المشرفة أن يُدخلني جنته ووالديّ وقرابتي ولمن له حق علي وجميع المؤمنين إخوانا على سرر متقابلين . . آمين
مرور مايقرب من اثني عشر عاما فلعل سهوا ً أن يكون وقع أو تفصيلا ً قد أُجمِل
واللهَ أسأل كما أدخلني بيته الكريم وكعبته المشرفة أن يُدخلني جنته ووالديّ وقرابتي ولمن له حق علي وجميع المؤمنين إخوانا على سرر متقابلين . . آمين
والله المستعان
.... بل الله مولاكم وهو خير الناصرين
كتبه محمد الأنصاري
"mrmr zmani"- مشرفة منتدى القصص والروايات
- عدد الرسائل : 67
العمر : 31
تاريخ التسجيل : 08/02/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى